والرَّكْعتَانِ
الأُولَيانِ يُسمَّيانِ بـ«الشَّفْعِ»، والرَّكعةُ الأخيرةُ تُسمَّى بـ«الوَتْرِ».
«يَقْرَأُ فِي
الأُولَى بِـ«سَبِّحْ»» يقرأُ فِي الأولَى مِن الشَّفْعِ بعْدَ الفاتِحَةِ ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ
ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الأعلى: 1]، هَذَا هُو الأفضلُ؛ لمَا تشْتَمِلُ عليهِ هذه السُّورَةُ مِن
تنْزِيه اللهِ سبحانه وتعالى وإثباتِ العُلُوِّ لَهُ، وبيان قُدْرَتِه سبحانه
وتعالى عَلَى خلْقِ المخلوقاتِ، وَمِنَّته عَلَى رَسُولِه صلى الله عليه وسلم
بإقرائِهِ القُرآنَ وإثْباتِه لَهُ، ﴿سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ ٦ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا
يَخۡفَىٰ﴾ [الأعلى: 6- 7]، وبالإخبارِ بأنَّ مَن تَزَكَّى، وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ
فَصَلَّى فإنَّهُ قدْ أفْلحَ، ثُمَّ بيان النَّهْي عَنْ إيثارِ الحياةِ الدُّنْيا
عَلَى الآخِرَةِ، وأنَّ الذي ينبغي هو العكسُ؛ إِيثارُ الآخِرَةِ عَلَى الدُّنْيا،
ثُمَّ ذَكَرَ سبحانه وتعالى أنَّ مَا ذُكِرَ فِي هذه السُّورَةِ مِن أوَّلِها إلى
آخرِها هو مَوجودٌ فِي صُحُفِ إِبراهيم ومُوسَى ﴿إِنَّ هَٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ ١٨ صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ﴾ [الأعلى: 18- 19].
وهَذَا يدلُّ عَلَى
فَضْلِ هذِه السُّورَةِ وتمَيُّزِها عَلَى غيْرِها؛ لِذلِكَ يُستحَبُّ قِراءَتُها
فِي أوَّلِ رَكْعَةٍ مِنَ الشَّفْعِ.
«وفِي الثَّانِية بـ«الكافِرُون»» ويقْرَأُ فِي
الثَّانِيَة سُورة الكافرون؛ لِمَا تتضَمَّنُهُ مِن توحيدِ العِبَادَةِ ﴿لَآ أَعۡبُدُ مَا
تَعۡبُدُونَ ٢ وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ﴾ [الكافرون: 2- 3].
«وفِي الثَّالِثَةِ بـ«الإخلاص»» ثم يقرأ فِي الثَّالِثة سُورةَ الإخلاصِ؛ لأَِنَّها تَتضمَّنُ توحيدَ الرُّبُوبِيَّة والأسماءِ والصِّفات، وهو التوحيدُ الخبرِيُّ.
الصفحة 4 / 380