أو قال: «صراطَ
الذين أنعمتُ عليهم»، بضمّ التاء؛ لأنَّ «أنعمتُ» ضمير المتكلم، أمَّا «أنعمتَ»
فهو حرفُ الخطاب.
فهذا؛ تصِحُّ في
نفسِه ما دام أنه لا يُحسِن غيرَ هذا، أمَّا الإمامةُ فلا يصِحُّ أن يتقدمَ فيها.
أمَّا إذا كان
اللَّحنُ لا يحيلُ المعنى؛ مثل لو قال: «الحمدُ للهِ ربُّ العالمين». بفتح
الباء.
«إلا بمثله» إلا بمن هم مثلُه،
بأن كانوا كلهم يعجزون عن القراءة الصحيحة، أو ليس عندهم قراءة أصلاً، يصحُّ أن
يؤمّهم واحد منهم.
لكن؛ يجِبُ عليهم أن
يتعلموا ماداموا يَقدِرُون على التَّعلُّم، ولا يجوزُ لهم البقاءُ على الجَهل، بل
يجِبُ عليهم أن يتعلموا الفاتحةَ على الأقل؛ لأنَّ الصَّلاةَ لا تصِحُّ إلاَّ بها،
وإن تعلموا شيئًا من القرآنِ يقرؤونه مع الفاتحةِ في الصَّلاةِ فهو أكمل.
«وإن قدَر على إصلاحِه؛ لم تصِحّ صلاتُه» بأن كان الوقتُ واسعًا وعنده من يُعلِّمه، وهو يستطيعُ أن يتعلمَ القراءةَ الصحيحة، فهذا لا يُعذَر، أمَّا إذا ضاقَ الوقتُ أو كان ما عنده أحدٌ يعلِّمُه فإنه يُصلِّي على حسْبِ حالِه.
الصفحة 8 / 380
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد