أو يدغَم فيها ما لا يُدْغَم، أو يُبدل حرفًا، ويلحَنُ فيها لحنًا
يُحيلُ المعنى؛ إلا بمثلِه، وإن قدَر على إصلاحِه؛ لم تصِحّ صلاتُه.
****
عاشرًا: «ولا إمامة
الأمِّيِّ» «الأميُّ»: «وهو من لا يُحسِنُ الفاتحة»؛ نسبة إلى
الأمِّ، يعني أنَّه باقٍ كما ولدَتْه أمُّه لم يتعلَّم، هذا لا تسقُطُ عنه
الصَّلاة، بل يُصلِّي ولو كان لا يُحسِنُ الفاتحة؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، فَإِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأْ،
وَإِلاَّ فَاحْمَدِ اللهَ، وَهَلِّلْهُ، وَكَبِّرْهُ ثُمَّ ارْكَعْ» ([1])، فتجِبُ الصَّلاةُ
على المُسلمِ ولو كان لا يقرأُ الفاتحة، ويجعلُ بدلَها التحميدَ والتكبيرَ
والتسبيحَ والتهليل، لكن لا يصِحُّ أن يَؤُمَّ الأمِّيُّ مَن هم يُحسِنون الفاتحة.
هذا تكملةٌ لبيانِ
معنى الأمِّيِّ، فالأمّيُّ من لا يعرف الفاتحة أصلاً، أو يقرأها على غير الوجه
الصحيح؛ بأن يدغِم فيها من الحروف ما لا يُدغَم، يعني: يُدخِل بعضَها في بعض،
وليستْ محلَّ إدغامٍ عندَ علماءِ التَّجويد، وإذا أدغمَ ما لا يُدغَم فمعناه أنه
ترك حرفًا من الفاتحة، فلا تصِحُّ قراءَتُه لها على الوجهِ المطلوب.
«أو يُبدل حرفًا» بغيره، وهو الألثغ،
كمَن يُبدِل الراء غينًا.
«ويَلحَن فيها لحنًا
يحيل المعنى» كأن يقول: «الحمدُ للّهِ ربِّ العالِمين» بكسر اللام.
أو قال: «إياكِ نعبدُ»، تحوَّل من خطابِ اللهِ جل وعلا إلى خطابِ المؤنَّث. «إياكِ» هذا خطابُ مؤنَّث.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (861)، والترمذي رقم (302).