×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

فصل

ومن المنكرات في هذا الباب: سائر الأعياد والمواسم المبتدعة، فإنها من المنكرات المكروهات، سواء بلغت الكراهة التحريم أو لم تبلغه. وذلك أنَّ أعياد أهل الكتاب والأعاجم نهي عنها لسببين: أحدهما: أنَّ فيها مشابهة الكفار. والثاني: أنها من البدع.

فما أُحدث من المواسم والأعياد فهو منكر، وإن لم يكن فيه مشابهة لأهل الكتاب لوجهين:

أحدهما: أنَّ ذلك داخل في مسمَّى البدع المحدثات. فيدخل فيما رواه مسلم في ((صحيحه)) عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خَطَبَ احمرَّت عَيناهُ، وعَلا صوته، واشتدَّ غَضبُه كأنَّهُ مُنذُر جَيشٍ يقول: صبَّحكم ومَسّاكُم، ويقول: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ»، وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى، وَيَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»([1])وفي رواية النسائي: «وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([2]).

 

****

قوله: «ومن المنكرات في هذا الباب سائر الأعياد والمواسم المبتدعة...» هذا يدلُّ على تحريم إحياء المناسبات التي اختلقها الناس، وهي ليست من أصول الدِّيانات السماوية، وإنما من باب التعظيم للذكريات.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (867).

([2])أخرجه: النسائي رقم (1578).