وفيما رواه أيضًا في «الصحيح» عن عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وفي
لفظ في ((الصحيحين)): «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ
فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).
****
النبيّ صلى الله
عليه وسلم حذَّر من البدع، ففي حديث عائشة رضي الله عنها قال عليه الصلاة والسلام:
«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا» يعني: في دِيننا «مَا لَيْسَ مِنْهُ
فَهُوَ رَدٌّ» أي: مردود عليه، لا يقبله الله سبحانه وتعالى وإن كان يزعم أنه
يتقرّب به إلى الله، ويزعم أنَّ له فيه أجرًا، فهو آثم به ومأزور، فالنبي صلى الله
عليه وسلم قال: «وَكُلُّ بِدْعَةٍ فِي النَّارِ» ([3]). وهذا المبتدع يريد
أن تدخله بدعته الجنة، وهي إنما تدخله النار، فليتنبّه هؤلاء المغرورون بهذه البدع
والمحدثات.
وأما قوله في
الرواية الأخرى: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً» يعني: ولوْ لم يحدثه هو، إنما عَمِل بما
أحْدَثه غيره، فلا يقول المسلم: هذا الشيء أحدثه فلان، وأنا لا شيء عليَّ، فأنا
أمشي في طريقه فقط وهو يتحمّل الإثم.
نقول: مجرد العمل بالبدعة - ولو لم يحدثها هو - تدخله في منطوق الحديث، فعلى المسلمين أن يحذروا من هذه البدع والمحدثات، ومنها إحياء المناسبات البدعيَّة التي تتكرر على الناس، وإحياء الذكريات والمحافظة على التراث أو غير ذلك مما سيذكر الشيخ نماذج منه فيما سيأتي.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).
الصفحة 6 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد