×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

 الابتداع، والخير كله في الاتِّباع، فالنبي صلى الله عليه وسلم حثَّ على التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله، وحذَّر من البدع المحدثة، ومن ذلك الأعياد المحدثة، فإنَّ الله شرع للمسلمين عيدين فقط: الفطر والأضحى، فمن جاء بعيد ثالث أو رابع أو خامس فهو مبتدع، سواء سمّاه عيدًا أو يومًا، أو مناسبة، أو ما أشبه ذلك، فـإنَّ هذا لا يزيل عنه اسم البدعة. فهو إما بدعة إذا كان في العبادة، وإما مشابهة للكفار إذا لم يكن في العبادة وإنما هو للذكريات وتعظيم المناسبات.

فليس للمسلمين أن يحدثوا أعيادًا أو مواسم أو حفلات تكرر على الناس؛ لأنَّ هذا من الزيادة والابتداع في الدين الذي لم يشرعه الله ورسوله، أو من التشبه الممنوع.

ولقد كانت تمر بالمسلمين في عهد النبـي صلى الله عليه وسلم أمور عظيمة كالانتصارات ونزول القرآن، وما يحصل للمسلمين من الخيرات، ومع ذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقيم احتفالات لتلك المناسبات، وإنما كان مقتصرًا على عيد الفطر والأضحى، فلا يجوز للمسلمين أن يغيروا ما كـان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحدثوا في دينهم ولأمتهم ما لم يشرعه الله ورسوله مجاراة للكفار، وتشبهًا بهم في إحيائهم لذكرياتهم ومناسباتهم.

فعلى المسلمين أن يتقيدوا بأمور دينهم، فإنَّ اليهود والنصارى ما هَلكوا إلاّ بسبب أنهم تركوا دِينهم وأحدثوا فيه وغيَّروه.


الشرح