وهذه قاعدة قد دلَّت عليها السنة والإجماع، مع ما في
كتاب الله من الدلالة عليها أيضًا. قال الله تعالى: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ
يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ [الشورى: 21] فمن
ندب إلى شيء يَتقرّبُ به إلى الله، أوجبه بقوله أو فعله، من غير أن يشرعه الله،
فقد شَرَع من الدِّين ما لم يأذن به الله، ومن اتبعه في ذلك فقد اتخذه شريكًا لله،
شرع له من الدِّين ما لم يأذن به الله.
****
الراشدين الأربعة لانضباطهم مع سنة الرسول صلى
الله عليه وسلم وعلمهم بها، وأما غيرهم من الولاة فهم يخطئون ويصيبون، فيؤخذ ما
أصابوا فيه ويترك ما خالفوا فيه مع التزام طاعتهم بالمعروف، وتحريم الخروج عليهم
ما لم يرتكبوا كفرًا بواحًا، والنبي يُوصي بأن يُعض على سنته وسنة خلفائه الراشدين
بالنواجذ، وهذا يدل على أهمية التمسك بهذه السُنَّة، حتى ولو أنَّ تعضَّ عليها
بأضراسك، لئلا تفلت منك، خصوصًا عند اشتداد الفتن بسبب دعاة الضلال.
وقوله: «وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ» المحدثات: جمع مُحْدَثة، وهي: كل ما أحْدِث في
الدِّين مما ليس منه، ثم علَّل ذلك بقوله: «فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ»
وهذا فيه ردٌّ على الذين يتنطعون بتقسيم البدع إلى أقسام: بدعة حسنة وبدعة سيئة،
وهذا فيه محادّة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»
فهم يقولون: لا، ليس كل بدعة ضلالة، بل هناك بدعة حسنة، فعلى المسلم أن يحذر من
هذه الضلالات، سواء كان من العلماء أو الجهال الذين يتحسَّنون كل شيء، وينطلي
عليهم كل شيء.
يعني: كما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حذر من البدع غاية التحذير في خطبه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد