لمجرد أنه رأي فلان أو رأي علان، كما يقول بعض
المغرورين الذين يأخذون برأي المخالف إذا وافق هواهم ويقولون: هذا من التيسير،
وهذا من التوسعة على الناس، وهذا ضلال والعياذ بالله، وهذا إذا تمادى في الناس
غيَّر الدين كله، ولكن الصواب والحق والواجب أن نردّ ما اختلف فيه إلى كلام الله
ورسوله، فما شهد له الدليل أُخذ به، وما خالف الدليل رُدّ.
هذا هو الأصل المجمع
عليه عند أهل السنة والجماعة، أنَّ كلًّا يؤخذ من قوله ويرد إلاّ رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
قال الإمام مالك:
كلنا راد ومردود عليه إلاّ صاحب هذا القبر، يعني: رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وقال أبو حنيفة: إذا
جاء الكلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين، وإذا جاء عن صحابة
رسول الله فعلى الرأس والعين، وإذا جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال، يعني:
هم علماء ونحن علماء. والواجـب علينا جميعًا اتباع ما جاء عن رسول الله وعن أصحابه
ومن عداهم فلا يجوز تقليده إلاّ فيما وافق فيه الكتاب والسنة.
وقال الإمام
الشافعي: إذا خالف قولي قول رسول الله فخذوا بقول رسول الله واضربوا بقولي عرض
الحائط.
وقال الإمام أحمد:
عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى قول سفيان، والله تعالى يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ
يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ
أَلِيمٌ﴾[النور: 63].
الصفحة 5 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد