قال سبحانه: ﴿سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا
وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ﴾ [الأنعام: 148] فجَمَعوا بين الشِّركِ والتَّحريمِ،
والشِّركُ يَدخل فيه كلُّ عبادةٍ لم يأذنْ الله بها. فإنَّ المشركين يزعمون أنَّ
عبادتهم إما واجبة وإما مستحبة وأن فعلها خيرٌ من تركها.
****
﴿سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ
أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا
حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ﴾ هذا في سورة الأنعام، أمّا في سورة النحل فقال سبحانه: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ
أَشۡرَكُواْ﴾ [النحل: 35] ففي سورة الأنعام قال: ﴿سَيَقُولُ﴾ يعني: في المستقبل، ثم ذكر أنه وقع منهم ذلك في
سورة النحل ولذلك قال: ﴿وَقَالَ
ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ﴾ وقد اختلف العلماء في توجيه هاتين الآيتين، هل معناه
أنهم يَحتجون بالقَدَر ويقولون: نحن مجبورون على الكفر وعلى الشِّرك وعلى التحريم،
ما لنا في هذا حيلة لأن الله خلقنا هكذا، وهذا كذب وافتراءٌ على الله سبحانه
وتعالى فإنَّ الله جل وعلا لم يُجبرهم، بل جعل لهم الاختيار والمشيئة والعقل،
ليُميِّزوا بين الحق والباطل، والشرك والتوحيد، وبين الهدى والضلال، والحلال
والحرام، فالله لم يجبرهم ولم يجعلهم كالجمادات التي لا اختيار لها، ولا سمع ولا
بصر، بل إنه سبحانه أعطاهم وزوَّدهم من الحواسِّ التي يدركون من خلالها الحقَّ من
الباطل، ويعرفون بها الـهُدى من الضلال، فهو لم يجبرهم، هذا قول.
والقول الثاني: أنهم يقولون: لو شاء الله ما أشركنـا، لو شاء الله ما عبدنا، لو شاء الله ما حرمنا! يعني: أنَّ الله يرضي عن فعلنا هذا،
الصفحة 5 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد