فأراد عمر أن يحيي
السُّنَّة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، فجمعهم على إمام واحد، وهو أُبيّ
بن كعب رضي الله عنه، فكان يصلي بهم جماعة، ثم خرج إليهم عمر وهم يصلون خلف إمامهم
فقال: «نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها خير منها»، يعني: قيام
آخر الليل، فقوله: «نعمت البدعة هذه» أخذ منها هؤلاء أن هناك بدعة يقال
لها: نعمت البدعة، وأنها حسنة، وعمر رضي الله عنه لم يُرِد البدعة في الدين، وإنما
أراد البدعة اللغويّة، التي تعني: الشيء الحسن وتعني العودة إلى السنة، بدليل أنَّ
التراويح جماعة هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أعادهم عمر إليها وأحياها رضي
الله عنه؛ لأن المحـذور الذي خافـه صلى الله عليه وسلم وهو الفرضية قد زال بموته
صلى الله عليه وسلم.
فقول عمر: «نعمت
البدعة» يقصد به: البدعةَ اللغويّة، بدليل التراويح ليست بدعة، وإنما
هي سُنَّة أحياها عمر رضي الله عنه.
ومن الشُّبَه التي يعتمدون عليها الاحتجاج بالكثرة، وهو: أنّ ما كثر فِعْلُه من الناس يكون سُنة، يعني: أنه إذا اجتمع عدد كبير من الناس على فعل معيَّن، فهذا بنظرهم يدلُّ على أنه سُنّة، ولو كان ضلالاً وبدعة، ويستدلون بقول ابن مسعود: «مَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا، فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ» ([1])، فيقولون: ما استحسنه الناس فهو سُنَّة، وهذا غير صحيح، فليس كل ما فعله الناس واستمرُّوا عليه يكون سنة.
([1])أخرجه: أحمد رقم (3600).
الصفحة 3 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد