فالإسلام معناه: الاستلام لله بالتوحيد
والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله، فمن استسلم لله وحده فهو المسلم
الحقيقي، ومن استسلم لله وغيره فهو المشرك، ومن لم يستسلم لله أصلاً فهو المستكبر،
والمشرك والمستكبر في النار، هذا في عموم الأمور، وأمّا في جزئياتها فإنه لا بد من
الاستسلام لله في كل شيء والانقياد له، وأن نقتصر على ما شرعه سبحانه أو شرعه
رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نحدث شيئـًا من عندنا ولو كان في نظرنا أنه حسن
وأنه خير، بل نؤمن بأنه لو كان حسنًا خالصًا أو راجحًا لما تركه الله سبحانه
وتعالى ولما تركه رسوله صلى الله عليه وسلم، لكن لـمّـا كان هذا موجودًا في
الجاهلية فإنه يبقى منه شيء في الإسلام، فيكون هناك من يتعبد الله بالمحدثات التي
ما أنزل الله بها من سلطان، ويقول: إن هذا شيء مفيد وفيه خير، ويسوق له المبررات
من هنا وهناك، ومن ذلك ما ذكره الشيخ هنا.
والرسول صلى الله عليه وسلم كان قد حذّر من البدع وكرّر وأعاد، فكان في كـل خطبة يقول: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([1]). وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) وفي رواية: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([3])
([1])أخرجه: مسلم رقم (867)، والنسائي رقم (1578).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد