فالله عز وجل يقول: ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا
تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 3] وما معنى كون العبد عبدًا إلا أنه يستسلم
لله بالعبودية التامّة والخضوع التام والانقياد التام، ومع هذا وجد في هذه الأمة
فئات تبتكر عبادات ما أنزل الله بها من سلطان وتجادل فيها، ويقولون: ليس كل بدعة
ضلالة، وفي هذا محادة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» وهؤلاء يقولون: إنه ليس كل بدعـة ضلالة،
وهناك بدع حسنة، إذًا يقتضي قولهم هذا أنَّ كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ليس وافيًا
ولا مفيدًا، فهم يتمسكون برأيهم ويرفضون هذه البراهين والأدلة الساطعة على ضلال
البدع وشرّها وأن الله لا يرضاها، ولا يروق لهم العمل إلا بالبدع، وأما السنن فهم
يهجرونها، وإن أتوا بشيء منها فإنهم لا يأتونها على رغبة وعلى محبة، وإنما يأتون
بها رسومًا فقط؛ لأن البدعة أخذتهم، وأخذت رغباتهم، ولذلك تجدهم ينشطون في البدع
ولا ينشطون في السنن، كما سيأتي بيان ذلك في كلام الشيخ رحمه الله.
فيجب على المسلمين في هذا الوقت وفي كل وقت أن يهتموا بهذا الأمر، وأن يحاربوا البدع مهما كان مصدرها، ومن قال بها؛ لأنه لا قول مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلاّ أنهم مع هذا يُدْلُون بشبهات يعارضون بها قول النبي عليه الصلاة والسلام، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» وهم يأتون بشبهات يعارضون بها هذا العموم، ويخرجون ما يشتهون من البدع ويقولون: هذا ليس ضلالاً، هذا بدعة حسنة! وانظر التناقض،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد