×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

لكن لكثرة الجهالة قد يستند إلى مثلها خلقٌ كثير من الناس.

****

﴿وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ [آل عمران: 101] مفهومه أن مَن لم يعتصم بالله يَضِل وينحرف.

ليس من طريقة أهل العلم الاستـدلال بالعادات والتقاليـد والاستحسانات وأقوال الرجال، ليس هذا من الاستدلال الصحيح، ولا من أقوال أهل العلم المعتبرين، وإنما هذا من قول المتعالِـمين وأصحاب الأهواء، أو الجهال الذين لا يميزون بين صحيح وسقيم، كما عليه كثير من الناس اليوم، من المنادين باتباع الخلاف، وقولهم: هذه المسألة فيها خلاف، وإذا قلت: هذا حرام، قالوا: هذه مسألة فيها خلاف.

نقول: ليست العبرة بالخلاف، فالخلاف قد يكون موجودًا، لكن العبرة فيمن معه الدليل من المختلفين، فإن كان الدليل مع أحدهم وجب الأخذ بقوله وترك الآخر، أما أن يقال: هذه المسألة فيها خلاف، والأمر فيه سعة، فلماذا تُضيِّقون على الناس؟

نقول: نحن لا نضيق على الناس بل نريد السَعة لهم؛ والسعة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ [الحج: 78] يعني: ما شرعه الله ليس فيه حرج، أما ما لم يشرعه الله ففيه الـحرج والضيق، وإن زعموا أنَّ فيه خلافًا وتوسعة على الناس.


الشرح