أو لشُبهةٍ أحسَنُ أحوالهم فيها أن يكونوا بمنزلة
المجتهدين من الأئمة والصِّديقين.
والاحتجاجُ بمثل هذه الـحُجَج والجواب عنها معلوم أنه
ليس طريقةَ أهلِ العلم.
****
يعني: دخل معهم لشبهة سوّغت له
الدخول، كأن يكون من باب المداراة أو من باب عدم إثارة النزاع، أو بسبب عدم
استعمال للفكر الصحيح.
ما زال الكلام في الاحتجاج بعادات الناس وتقاليدهم وما أحدثوه من البدع، ومعارضة السنة بذلك، وأن هذه المعارضة باطلة؛ لأن ما خالف الكتاب والسنة فهو محجوج ومخصوم ومفلوج، وإن رُوِّج له؛ لأنه ينبغي الرجوع إلى الأصل الأصيل، وهو اتباع الكتاب والسُّنَّة، ولو سرنا على غير ذلك لهلكنا كما هلكت الأمم من قبلنا من بني إسرائيل وغيرها، فنحن أمة - ولله الحمد - نعتصم بالكتاب والسنة، والله جل وعلا يقول: ﴿وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [آل عمران: 101] فهؤلاء الذين يروِّجون على الناس البدع في هذا الوقت بالذات، أو يروّجون الأقوال الشاذّة في الحلال والحرام والفتوى، ويقولون: هذا قال به فلان وأفتى به علان، نقول لهم: نحن نعرض كل الأمور وكل الفتاوى والتعبدات والتصرفات على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ وَٱلۡمِيزَانَۗ﴾ [الشورى: 17] فعندنا الميزان ولله الحمد: الكتاب والسنة، فلماذا نلتفت يمنة ويَسرة ونتبع الناس على ما هم عليه ونعرض عمّا في الكتاب والسنة؟!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد