بِدْعَةٌ، وَكُلَّ
بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([1]) وهذا الحديث فيه
التغليظ بتحريم البدع والتي هي ما أُحدث في الدين مما ليس منه، وذلك من ثلاثة
وجوه:
الوجه الأول: قوله:
«وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ» فإن هذا تعبير بليغ، أي:
احذروا.
الثاني: قوله:
«فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» هذا تعليل للتحذير، يعني: أن السبب من التحذير من
البدع أنها ضلالة.
والثالث: الإتيان بـ«كُلّ»
في قوله: «كُلّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» فهذا يشمل جميع البدع لا يستثني منها
شيئًا.
وقوله: «وَكُلّ
ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» هذا تهديد بالنار، ولا يكون التعذيب بالنار إلا لكبيرة
من كبائر الذنوب، فهذه الوجوه تدل على تحريم البدع من غير استثناء، والوعيد لـمَن
فعلها أو لـمن أحدثها.
قد يقول قائل: ما هي البدعة؟ فالتفسيرات تختلف وكلٌّ يفسرها بحسب هواه، وحسب ما يظهر له! نقول: إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يَكِلْنا إلى تفسيراتنا بل حسم المادّة فقال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) وفي رواية: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([3]) فكل ما لم يكن عليه أمرنا - أي: أمر الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو من أمور
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد