×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

ويؤذون المصلين، فضلاً عن مجاهرتهم بفعلهم، هذا شذوذ عن جماعة المسلمين ومخالفة لصريح السُّنة أيضًا، فعلى هؤلاء أن يتقوا الله عز وجل لأنه بإمكانهم إذا كانوا لا يرغبون بالاستمرار في التراويح مع الإمام أن ينصرفوا إلى بيوتهم، ولا يظهروا بهذا المظهر السيِّئ.

وقوله: «وذلك أوكد من أن يكون سُنَّة مطلقة» يعني: من قام مع الإمام حتى ينصرف فإن فِعْلَه هذا أوكد من أن تكون صلاة التراويح سنة مطلقة، بل هي سنة مقيّدة مع الجماعة، وهذا أفضل، ولو صلاها منفردًا في بيته أو في أيِّ مكان فقد أتى بالسُّنة، لكن فاتته فضيلة الجماعة، وتحصيل أجر قيام ليلة كاملة مع الجماعة والإمام.

وقوله: «وكان الناس يصلونها جماعات في المسجد على عهده صلى الله عليه وسلم ويقرّهم، وإقراره سنة منه صلى الله عليه وسلم »، كان هذا لـمّـا تخلف عنهم في الليالي الباقية، كانوا يصلونها جماعات، وأقرّهم صلى الله عليه وسلم، وذلك لأجل أن يُبيّن لهم أنها ليست فريضة، إذ لو كانت فريضة ما جاز لهم أن يتفرقوا إلى جماعات، فهو صلى الله عليه وسلم أراد من ذلك بيان أنها ليست فريضة تتحتم فيها الجماعة الواحدة، وإنما الجماعة فيها سنة بشرط أن يكونوا في مكان واحد.


الشرح