لا لأنَّ صلاة الجماعة في التراويح ليست سنة،
وإنما فعل ذلك خشيـة أن تفرض عليهم، فاستقرت التراويح جماعة، وانتفت الفرضية،
والتراويح ليست واجبة، ثم إنَّ عمر رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم
أحيا هذه السنة، فهو فعل سُنةً ولم يفعل بدعة، وأطلق على السنة بدعة من باب المعنى
اللُّغويّ؛ لأن البديع: هو الشيء الحسن، والشيء الذي ليس له مثـال سابق، فقد مضت
عليـه فترة في آخر حياته صلى الله عليه وسلم وبعد وفاتـه وهم يصلون متفرقين، فأراد
عمر رضي الله عنه إعادتهم إلى ما كانوا عليه قبل ذلك، فاعتباره هذا بدعة، يعني:
سُنة حسنة، وأما البدع فليس فيها شيء حسن، فعمر لم يأتِ بشيء لم يأتِ به الرسول
صلى الله عليه وسلم حتى يقال: أتى ببدعة، وحاشاه أن يأتي بفعل ليس عليه الرسول صلى
الله عليه وسلم، وإن فِعْلَ عمر إنما هو إعادة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: «ومن اعتقد
أنَّ قول الصاحب حجّة...». القاعدة تقول: إنَّ فعل الصحابي حجة ما لم
يخالف نصًّا أو يخالفه غيره من الصحابة.
فنخصهم بمذهبهم وهو
أننا لو احتججنا عليهم بقول عمر لقالوا: هذا قول صحابيٍّ، ولا يعارَض به قول
الرسول صلى الله عليه وسلم، في حين هم ناقضوا قاعدتهم فاستدلوا بقول صحابيّ على
أنَّ هناك بدعة حسنة مع أنَّ قول عمر رضي الله عنه لا ينطبق على ما يريدون.
مسألة الاحتجاج بقول الصحابي مسألة خلافية، والصحيح أنه حجة ما لم يخالفه صحابي آخر؛ لأنه إذا خالفه صحابي آخر فليس الأخذ بقوله أوْلى من الأخذ بقول أخيه الصحابي الآخر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد