وهذا معنى قوله: «الذي
لم يُخالف» يعني: لم يخالفه أحد من الصحابة؛ لأن الصحابي تتلمذ على يَدِ الرسول صلى
الله عليه وسلم فيكون أخذ عنه هذا الشيء، فيحتج بما رواه أو فعله إذا لم يخالفه
صحابي آخر.
وقوله: «فيفيدهم هذا
حسن تلك البدعة» يعني: خاصة التي هي فِعْل عمر؛ هذا على التنزل معهم، لكن من أين جاؤوا
بحسن بدعة غيرها من البدع الأخرى التي أحدثوها، من الأذكار والصلوات وأنواع
العبادات التي لا دليل عليها؟ وإنما يرجعون إلى قول الصحابي إذا احتاجوا إليه، أما
إذا لم يحتاجوا إليه فلا يعبؤون به، وكيف يعبؤون به وهم لا يعبؤون بقول الرسول صلى
الله عليه وسلم: «وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ».
فقول عمر: «نعمت
البدعة» يعني: اللغوية لا الشرعية، فإنَّ البدعة اللغوية: هي ما كان على
غير مثال سابق.
فالبدعة اللغوية هي: كلّ ما وُجد على غير مثال سابق، وأما البدعة الشرعية: فهي ما أُحدث في الدين بغير دليل من كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد