وكذلك العباد إذا تعبَّدوا بما شُرع من الأقوال
والأعمال ظاهرًا وباطنًا، وذاقوا طعم الكلم الطيب، والعمل الصالح الذي بعث الله به
رسوله، وجـدوا في ذلك من الأموال الزكيّـة، والمقامات العَليّـة، والنتائج العظيمة
ما يغنيهم عما قـد يَحدثُ في نوعه: كالتغيير ونحوه من السماعات المبتدعة الصارفة
عن سماع القرآن وأنواع من الأذكار والأوراد لَفَّقها بعضُ الناس.
أو في قَدْرِه: كزياداتٍ من التعبُّدات أحدثها من أحدثها،
لنقص تمسُّكه بالمشروع منها.
****
وهذا صنف ثالث من
الأصناف الثلاثة.
الصنف الأول: الولاة والحكام. والثاني:
العلماء، والصنف الثالث: العبّاد الذين يتعبَّدون بالبدع من الأذكار
والصلوات المبتدعة والأغاني والأناشيد التي يسمونها أذكارًا وغير ذلك، فلو أنهم اشتغلوا
بالسنن من النوافل وأحْيَوْها، لأغنتهم عن البدع، فلو أنَّ هذا العابد اقتصر على
الصلاة المشروعة كصلاة الضحى، وصلاة الليل والوتر، والصلوات الرواتب التي مع
الفرائض والنوافل المطلقة لشغلت وقته، فأغنته عن البدع، ولكنهم على العكس من ذلك،
فقد اشتغلوا بالصلوات المبتدعة كصلاة التسابيح وصلاة الرغائب... إلخ.
وكذلك الأمر فيما يتعلَّق بالأذكار، فقد أحدثوا أذكارًا طرقيّة أحدثها رؤساء الطرق الصوفيّة، ما أنزل الله بها من سلطان، مثل الصلاة البرهانية والتيجانية... إلخ، وتركوا الصلاة الشرعية والأذكار الشرعيّة، وكذلك كما ذكرنا فقد أحدثوا أذكارًا مبتدعة باطلة مثل: الله الله
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد