والكلام في ذم البدع لما كان مقررًا في غير هذا الموضع
لم نُطِلِ النَّفَسَ في تقريره، بل نذكر بعض أعيان هذه المواسم.
****
للهوى...
قوله: «ومنها ما
تقدم التنبيه عليه في أعياد أهل الكتاب...» تقدم في كلام الشيخ رحمه
الله على أعياد الكفار أنَّ المسلمين نُهوا عنها ونُقلوا منها إلى العيدين
الشرعيين: الفطر والأضحى، لما فيهما من الخير والذكر لله عز وجل والعبادة لله
والفرح بطاعة الله عز وجل لكن المبتدعة أحيوا أعياد الكفار لما فيها من الشك
والشرك والكفر وظلمات القلوب، وغير ذلك، فهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بهذه
الأُمّةِ أن شرع لها عيدين يغنيانهم عن أعياد المشركين.
هو رحمه الله مع هذا
يعتذر ويقول: إن ضيق الوقت لا يتسع للاستطراد في ذكر مذام البدع ومضارها ويحيل على
غيره من كتبه، وهذا موجود في ((الفتاوى الكبرى»، بأسلوب طويل، رحمه الله وجزاه عن
الإسلام والمسلمين خير الجزاء، فقد بيّن ووضح وجدّد لهذه الأمة دينها وحارب البدع
وصبر وصابر، وتعرض للأذى، ولا يزال المبتدعة والخرافيون يؤذونه حتى يومنا هذا،
ويسبونه ويصفونه بالأوصاف، وهذا مما يرفع الله به درجاته عنده، وهذا دليل على
غيظهم وحقدهم عليه؛ لأنه رحمه الله سحب البساط من تحت أرجلهم، وبيّن مخازيهم، فهم
ينتصرون لأنفسهم من هذا العالم الجليل.
*****
الصفحة 14 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد