فتجد الرجل يجتهد
فيها ويُـخلص ويُنيب ويفعل فيها ما لا يفعله في الفرائض والسنن. حتى كأنه يفعل هذه
عبادة، ويفعل الفرائض والسنن عادة ووظيفة، وهذا عكس الدين. فيفوته بذلك ما في
الفرائض والسنن من المغفرة والرحمة والرِّقة والطهارة والخشوع وإجابة الدعوة
وحلاوة المناجاة إلى غير ذلك من الفوائد. وإن لم يفته هذا كله فلا بدَّ أن يفوته
كماله.
ومنها: ما في ذلك من مصير المعروف منكرًا، والمنكر
معروفًا. وجهالة أكثر الناس بدين المرسلين، وانتشاء زرع الجاهلية.
ومنها: اشتمالها على أنواع من المكروهات في الشريعة،
مثل تأخير الفطور، وأداء العشاء الآخرة بلا قلوب حاضرة، والمبادرة إلى تعجيلها.
والسجود بعد السلام بغير سهو، وأنواع من الأذكار بصيغ
لا أصلَ لها.
****
قوله: «وأقول إنَّ إثمها قد
يزول...»، فاعل البدعة وإن كان فعله هذا بدعة ومحرَّما، فقد يزول عنه الإثم لمعارض،
إما لصلاحه أو لاجتهاده أو لتقليده غيره، لكن هذا العمل لا يقال: إنه مشروع، ولا
يداوم عليه، بل ينتهي عنه ولا يقتدى به فيه.
والنبيذ: هو الشراب الذي طرح فيه شيء من الفواكه واشتدَّ لطول مدته، وهو حرام عند الجمهور لأنه تحول إلى مسكر، لكن من المجتهدين من يُبيح القليل من النبيذ فيقول: لأنَّ حقيقة الخمر إنما هي في الخمر، وما عداه مقيس عليه، عصير العنب إذا اشتدّ فهو خمر وهو
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد