تعظيمًا للرسول صلى
الله عليه وسلم، وتجديدًا لذكراه، وبعضهم أو كثير منهم يدَّعي أن الرسول صلى الله عليه
وسلم يحضر هذا الاحتفال، وربما يقول بعضهم أنه يلقي كلمة في هذا الاحتفال، وما
أشبه ذلك ممّا يُزيِّنُه الشيطان لهؤلاء.
فالعبرة ليست في زخرفة المساجد والمسابح والسجاجيد، إنما العبرة بالعبادة والتقوى، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [التوبة: 18]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 13] يكفي أن يكون المسجد قدر الحاجة، يَقي من الحر ومن البرد ومن المطر، ويكون متقنًا بحيث لا يحصل فيه ما يؤذي المصلين، أما الزخرفة فلا تصلح؛ لأن المسألة ليست مسألة مظاهر ومتاحف ومفاخر، وإنما هي مسألة عبادة، فقد كان مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أعمدته من جذوع النخل، وسقفه من السعف والجريد، وحيطانه من الحجارة وليست له أبواب، وهـو أفضل مسجد على وجه الأرض بعد المسجـد الحرام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ» ([1])، فالعبرةُ ليست بالمظاهر إنما هي بالحقائق. وقد جاء في الحديث: «مَا سَاءَ عَمَلُ قَوْمٍ قَطُّ، إِلاَّ زَخْرَفُوا مَسَاجِدَهُمْ» ([2]). فجعل صلى الله عليه وسلم زخرفة المساجد علامة على سوء العمل؛ لأنها يدخلها الرياء والمباهاة.
الصفحة 6 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد