×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

يعظم الرسول صلى الله عليه وسلم بالاحتفال بيوم مولده وهو لا يتبعه بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.

الوجه التاسع: أنَّ بعض الناس يتخذ المظاهر للعبادات، ويعتني بها، ولكنه لا يعتني بالحقائق، فتراه يحمل المسبحة المزخرفة، للتسبيح، والتسبيح مطلوب ومشروع، لكن التزام المسبحة غير مشروع، غاية ما يقال في المسبحة: إنها من المباحات لعد التسبيح بها، فلو سبّح بالحصى أو سبّح بأصابعه لكان أفضل من المسبحة، فكونه يزخرف المسبحة ويخسر عليها من المال زاعمًا أن هذا من باب تعظيم ذكر الله، كل هذا ونحـوه ممّـا لا يؤجر عليه المرءُ، وكذلك اتخاذ السجادة، فتراه يأتي بالسجادة وهي من أفخر أنواع السجاد، ليصلي عليها، وهو لا يتقن الصلاة ولا يتقن الخشوع والعبادة، فلا تنفعه السجادة المزخرفة.

والسجود على الأرض مباشرة أفضل، مع ما يصحب السجادة من الرياء والكبر والاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها؛ لأن المحظورات: الزخرفةُ والتزيين والتنويق في العبادات، فهي لا تحصل بها الفضيلة أو الأجر والثواب عند الله تعالى؛ لأن الأمور ليست بالمظاهر، وإنما الأمور بالحقائق وما في القلوب، ربما يكون إنسان ليس عليه ثياب جميلة، بل هو أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، لماذا؟ نظرًا لقلبه ومحبته لله وخشيته له، فليست العبرة بالمظاهر، مثل زخرفة السجاد والمسابح والمساجد، ويدخل في هذا ما يكون في عيد المولد المبتدع من المظاهر التي يزعمون أنَّ فيها


الشرح