فالمراتب ثلاث:
إحداها: العمل الصالح المشروع الذي لا كراهة فيه.
والثانية: العمل الصالح من بعض وجوهه، أو أكثرها إما
لحسن القصد، أو لاشتماله مع ذلك على أنواع من المشروع.
الثالثة: ما ليس
فيـه صـلاح أصلاً، إمـا لكونه تركًا للعمل الصالح مطلقًا، أو لكونه عملاً فاسدًا
محضًا.
****
هم أهل العلم، الذين
يوازنون بين المصالح والمفاسد، فهم الذين يقدّرون هذه المصالح وهذه المفاسد،
ويأمرون بما ترجّحت مصلحته على ما ترجّحت مفسدته، أما الجاهل فإنه ربما يأخذ الشيء
الذي ترجّح مفسدته، ويظن أنه قد ترجحت مصلحته؛ لأنه لا يدري، وربما ينخدع ببعض
الدعايات أو ببعض المظاهر، فهذا شيء لا يعرفه إلاّ الراسخون في العلم، وهذه الأمور
تحتاج إلى علم، وتحتاج إلى بصيرة، ومن ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنهي
عن البدع، فينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يقدِّم أعرف المعروفين
بالأمر وأنكر المنكرين بالنهي.
أي: مراتب الأعمال
ثلاثة أنواع:
الأولى: ما كان مصلحة خالصة
فهذا يُفعل.
والثانية: ما كان مفسدة خالصة
فهذا يُترك.
والثالثة: ما كان فيه مصلحة ومفسدة، فإنه يُنظر إلى أيهما أرجح، فما كانت مفسدته أرجح يُترك، وما كانت مصلحته أكثر فإنه يُفعل، وكذلك إذا استوت المفسدة والمصلحة، فإنه يُترك، هذا مجملها وسيأتي تفصيلها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد