من الذي لا يقوم
الليل، ولا يتصدق بالصدقات، ولا يعمل الأعمال الصالحة، ويبقى معطلاً، فالأول يعمل
مع ارتكابه لبعض الأخطاء المذكورة، لكن الثاني أعظم خطأ منه؛ لأنه لا يقوم بأيِّ
عمل من أعمال الخير.
وهذا كحال بعض
الشباب في وقتنا الحاضر من المتعالمين، الذين عندهم شيء من محبة الخير، ولكن همهم
الإنكار وتخطئة الناس فقط، وتتبع الأخطاء، أما هم في أنفسهم فلا يعملون شيئًا، فلا
نراهم يعملون ولا يسبقون إلى الطاعات والخيرات، وهذا شيء يلامون عليه في الحقيقة.
قوله: «وهؤلاء خير
ممن لا يعمل عملاً صالحًا مشروعًا..» وسبق أن ذكرنا أنه لا ينبغي
للإنسان أن يعطّل العمل وينكر على من يعمل الطاعات مع شيء من المخالفات، نقول:
ما دام أن أكثر عمله مشروع، وأنه يريد الخير، فقد يغتفر له ما قد يقع منه من
الخطأ، لكن مع عدم ترك البيان والمناصحة له، لكنه على كل حال أحسن توجهًا من الذي
لا رغبة له في الخير، وإنما همّه انتقاد الناس وتخطئة الناس.
المراد أنه لا يمنع
الذي عرف الحقَّ والصواب من العمل ولو أخطأ من بعض الوجوه أو لم يخلص عمله لله.
قوله: «ومع هذا،
فالمؤمن يعرف المعروف و ينكر المنكر...» ولهذا كان المنافقون يعملون
مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع الصحابة ولا يمنعونهم من العمل، إنما ينكرون
عليهم النفاق، والكلام الذي كان يصدر منهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد