×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

والنهي عن ذلك المنكر، ولا مخالفة بعض علماء المؤمنين. فهذه الأمور وأمثالها ممّـا ينبغي معرفتها والعمل بها.

****

هذا تفصيل المراتب الثلاث:

فأمّا الأولى: فهي سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المشروع لمصلحة محضة وخالصة، سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا شك أنه سنة الرسول مصلحة خالصة.

وحتى نعرف أنَّ هذه هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم نأخذ بها بعد تحقق أمرين:

الأول: بثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم من حيث السند والنقل.

والثاني: بعمل السلف الصالح بها، فإنهم أعرف بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهم الصحابة والتابعون والقرون المفضلة.

المرتبة الثانية: من عمل شيئًا من الخير فهو أحسن ممن لم يعمل شيئًا قط بلا شك؛ لأن من طبيعة الإنسان أنه سيعمل ولا يبقى معطلاً، فإما أن يشتغل بالخير وإما أن يشتغل بالشر.

فالذي يعمل الخير ويخطئ فيه من بعض الوجوه أحسن من الذي لا يعمل شيئًا من الخير مطلقًا. وهذه طريقة المتأخرين من العلماء والعباد.

هذا تقرير للقاعدة الثانية: أنَّ من يعمل العمل الصالح وإن كان عنده شيء من الخطأ، هو أحسن حالاً من الذي لا يعمل صالحًا قطُّ كمن يزهد في السنن والنوافل، فالذي يعمل بالسنن والنوافل ويحرص عليها وإن كان قد يخطئ في بعضها، كأن يصوم مثلاً الأيام التي يكره صيامها، أو يقوم الليالي التي لم يثبت بقيامها دليل، هو أحسن حالاً


الشرح