الرغائب وغير ذلك،
وكل هذا ونحوه إنما هو من الأمور المحدثة، وما روي فيه من الآثار لم يصح عن النبي
صلى الله عليه وسلم.
وقد قام الحافظ ابن
حجر رحمه الله فألّف رسالةً فيما ذُكر أو ورد من الأحاديث في فضل شهر رجب، وأبطلها
واحدًا واحدًا، وعلى هذا فلا يُخصّ شهر رجب بعبادة من العبادات، لا بصيام ولا
بصلاة ولا بصدقة دون غيره من الشهور، وإنما هـو كسائر الأشهر، ومن كان له عمل
متواصل في سائر الأشهر فليستمر في رجب، ومن لم يكن له عمل وإنما يحدث هذا في رجب
خاصة فهذا بدعة، وكل بدعة ضلالة.
والعمرة في رجب فيها
اختلاف، كان ابن عمر يعتمر في شهر رجب، وسمعت شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه
الله يؤيد هذا، ويقول: إنَّ العمرة في رجب فيها فضل، والله أعلم.
والمبتدعة الآن يعظمون رجب من أجل أنهم يزعمون أن الإسراء والمعراج حصل فيه، فيعظمونه ويأتون للعمرة من أجل الإسراء والمعراج بزعمهم، وهذا أمر باطل، فإنه لم يثبت وقت الإسراء والمعراج لا في رجب ولا في غيره، ولو كان في بيانه خيرٌ لنا لبيّنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله جل وعلا يقول: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا﴾ [الإسراء: 1] ولم يقل: ليلاً في شهر كذا، أو في وقت كذا، والنبي صلى الله عليه وسلم ما قال: أسري بي في يوم كـذا أو في شهر كذا، وإنما ذكر الله مكان الإسراء والمعراج ولم يذكر زمانه، قال تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ
الصفحة 3 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد