وذلك أنَّ الاجتماع لصلاة تطوع، أو استماع قرآن، أو
ذكر الله، ونحو ذلك، إذا كان يُفعل ذلك أحيانًا فهذا أحسن، فقد صح عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه صلى التطوع في جماعة أحيانًا، وخرج على أصحابه وفيهم من يقرأ وهم
يستمعون، فجلس معهم يستمع، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا
أمروا واحدًا يقرأ، وهم يستمعون.
****
أما أن يترتب دائمًا صلاة جماعة في التطوع، فهذا
الترتيب والمداومة على ذلك بدعة.
فهناك ما يشرع في
الجملة ولا يشرع في التفصيل والمداومة.
فإذا جُوِّزت
الجماعة في التطوع المطلق أحيانًا، لم يلزم من هذا تجويزه جماعة بصفة راتبة
ودائمة.
مجالس الذكر التي
فيها التسبيح والتهليل والتكبير، وتلاوة القرآن، إذا فُعل هذا في جماعة في بعض
المرّات فلا بأس بذلك، أما أنْ يُرتَّب
ويُداوَم عليه ويقال: هذه مجالس ذكر كما عند الصوفية، فهذا بدعة، والنبي صلى الله
عليه وسلم وجد أصحابه مجتمعين لتلاوة القرآن فجلس معهم، لكنه لم يشرِّع لهم أن
يجتمعوا كل يوم ويستمعوا تلاوة القرآن،، وإنما تشرع تلاوة القرآن للأفراد على أي
حال كانوا، دون ترتيب اجتماع، أو أن تُعقد مجالس خاصة لهذا الغرض.
أما مجالس العلم وتلقي الدروس، فهذه ضرورة في كل الأيام لأخذ العلم والتفقُّه في أمور الدين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد