وقد ورد في القوم الذين يجلسون يتدارسون كتاب الله
ويتلونه، وفي القوم الذين يذكرون الله من الآثار ما هو معروف، مثل قوله صلى الله
عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ
كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلاَّ غَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ
اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» ([1]).
وورد أيضًا في الملائكة الذين يلتمسون مجالس الذكر:
«فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى
حَاجَتِكُمْ...» الحديث ([2]).
فأما اتخاذ اجتماع راتب يتكرر بتكرر الأسابيع أو
الشهور أو الأعوام، غير الاجتماعات المشروعة، فإنَّ ذلك يضاهي الاجتماع للصلوات
الخمس، وللجمعة، وللعيدين، وللحج، وذلك هو المبتدَع المحدَث.
ففرق بين ما يتخذ سُنةً وعادةً، فإن ذلك يضاهي
المشروع، وهذا الفرق هو المنصوص عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة.
فروى أبو بكـر الـخـلاّل في كتـاب ((الأدب)) عن إسحـاق
بن منصور الكَوْسج: أنه قال لأبي عبد الله: تكره أن يجتمع القوم يدعون الله
ويرفعون أيديهم؟ قال: ما أكرهه للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد، إلاّ أن يُكثروا.
وقال إسحاق بن راهويه نحو ما قال، وإنما معنى «أن لا
يكثروا»: ألا يتخذوها عادة حتى يكثروا. هذا كلام إسحاق.
****
([1])أخرجه: مسلم رقم (2699).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد