قال المروزي: سألت
أبا عبد الله عن القوم يبيتون، فيقرأ قارئ ويدعون حتى يصبحوا؟ قال: أرجو أن لا
يكون به بأس.
****
هناك مجالس للعلم
تنعقد دائمًا، فلا بأس في المداومة عليها، أما أن تُعقد مجالس وترتَّب للذكر
والتسبيح والتهليل في وقت مخصوص، وترتب لها جماعة، فهذا بدعة، ولا يلزم من كونه يسوغ أحيانًا الاجتماع لذكر الله
ولتلاوة القرآن، تسويغ عقد المجالس الدائمة والمرتبة التي يسمونها مجالس الذكر.
قوله: «وقد ورد في
القوم الذين يجلسون يتدارسون كتاب الله..» هذا يحتمل أنَّ مجالس الذكر
التي تنعقد بعض الأحيان أو بالمصادفات، ويحتمل أنها مجالس الدروس المرتبة، وهي
الدروس العلمية والتفقه في دين الله.
قوله: «فأما اتخاذ
اجتماع راتب يتكرر..» وهذا هو ما عليه الصوفية في اجتماعاتهم للذكر، أنهم
يرتبونها ويوقّتونها، ويحددون لها أعدادًا وصفات ما أنزل الله بها من سلطان.
وفرق بين ما يجري في
بعض الأحيان من غير قصد وترتيب، وما يجري دائمًا ومرتبًا، وهو ممّـا لا يجوز، وأما
ما يجري بعض الأحيان فهذا لا بأس به إذا كـان هذا العمل مشروعًا.
قوله: «وهذا هو الفرق المنصوص عن الإمام أحمد..» كلام الإمام أحمد وجوابه يجري على هذا الأصل، أنَّ الاجتماع للدعاء والتأمين عليه إذا كان من غير ترتيب ومداومة فلا بأس به، أما إذا كان عن ترتيب ومداومة وصفات خاصة، فهذا لا يجوز؛ لأنه لا دليل عليه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد