×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وقد تقدم الكلام على مسألة التعريف في الأمصار، وما فيه من الخلاف، والراجح أنه لا يُفعل؛ لأنه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكما أنّ صحابته من الخلفاء الراشدين الذين هم أجلّ الصحابة ما فعلوا هذا، وإن كان فعله ابن عباس وعمرو بن حريث، فالـمدار على الدليل الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقوله: «لكن ما يُزاد على ذلك من رفع الأصوات الرفع الشديد في المساجد بالدعاء، وأنواع من الخطب والأشعار الباطلة مكروه في هذا اليوم وغيره» وهذه إضافة إلى ما تقدم من أن التعريف في الأمصار في المساجد ليس عليه دليل، ولكن من فعله مجتهدًا كابن عباس رضي الله عنهما فنرجو له الثواب، ولكن كلٌّ يؤخذ من قوله ويُترك إلاّ الرسول صلى الله عليه وسلم؛ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نقول: إن هذا على ما فيه من النظر قد يصحبه أشياء منكرة كما ذكر الشيخ، ولاسيما في المساجد كرفع الأصوات فيها، وإحداث الخطب لمناسبة هذا اليوم، وهذا زيادة على ما فعله ابن عباس رضي الله عنهما.


الشرح