×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

لكن ما يُزاد على ذلك من رفع الأصوات الرفع الشديد في المساجد بالدعاء، وأنواع من الخطب والأشعار الباطلة، فمكروه في هذا اليوم وغيره. 

**** 

ومن العلماء من منع من ذلك؛ لأنَّ هذا شيء لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله أجلاّء الصحابة كالخلفاء الأربعة، وغيرهم من أكابر الصحابة، فهو بدعة، ويدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) وهذا هو الراجح من حيث الدليل، ومن حيث النظر، والله أعلم.

حجة من أجازه:

قال: «ومن رخّص فيه قال: فعله ابن عباس بالبصرة حين كان خليفة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ولم ينكر عليه، وما يُفعل في عهد الخلفاء الراشدين من غير إنكار لا يكون بدعة» لكن هذا لا يكفي في الاستدلال؛ لأن هذه مسألة مهمة، ولا تخفى على الجميع، فلو كان التعريف مشروعًا وفيه نص عن النبي صلى الله عليه وسلم لَـمَـا خفي على أكابر الصحابة.

أي: إذا أضيف إلى التعريف في المساجد الذي فعله ابن عباس وغيره شيء من المحرمات، كإنشاد الأشعار والخطب وما أشبه ذلك، فهذا لا أحد يقول بجوازه، ومعلوم أنَّ الناس إذا اجتمعوا لم يقتصروا على الدعاء، بل فإنه سيضاف إليه ما يضاف؛ لأن البدع يجرّ بعضها بعضًا.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).