وقوله: «أو يظن أنه
مقام له، وليس كذلك» مقام له يعني: مصلّى له، قام فيه يعني: صلّى وتعبد فيه
هذا النبي أو هذا الرجل الصالح، ولو ثبت فلا يجعل لهذا المكان خاصية وقصدًا يُقصد
به.
قوله: «مثل مشهد
لأُبي...» وأبي بن كعب رضي الله عنه من أكابر الصحابة وأكابر القرّاء، ومن الأنصار
رضي الله عنه، ومن السابقين الأولين للإسلام، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَقْرَؤُكُمْ
لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيٌّ» ([1])، فله فضائل، لكن لم
يدفن في الشام إنما دفن في المدينة، التي عاش فيها، وشاخ فيها وتوفي فيها، ودفن
بالبقيع مع الصحابة رضي الله عنهم، ولم يدفن بالشام، وحتى لو ثبت أنه دفن بالشام
لا يجعل هذا خاصية لمكانه وقبره يعبد من دون الله ويُتبرك به، وإنما هو كسائر القبور.
قوله: «والله أعلم
قبر من هـو؟...» وهـذا المشهد لا يخلو إما أن يكون كذبًا وليس فيه أحـد، وهذا حصل في كثير
من المشاهد التي لـمّا اختُبرت تبيّن أنه لم يوجد فيها أحد، وإنما هي دعاية، وثانيًا:
لو ثبت أنه قبر وفيه إنسان أو رجل صالح أو حتى نبي من الأنبياء لم يجز أن يتخذ
إلهًا مع الله سبحانه وتعالى ويتبرك ويطاف ويستغاث به، كل هذا ممّا لا يجوز.
وقوله: «بلا شك» هذا بالإجماع؛ لأن
أبيًّا لم يذهب إلى الشام.
قوله: «كذلك مكان بالحائط القبلي..» وهذا من أعظم الكذب؛ لأن هودًا لم يذهب إلى الشام، وإنما بعثه الله في الأحقاف،
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3791)، وابن ماجه رقم (154)، وأحمد رقم (12904).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد