قال تعالى: ﴿إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ
بِٱلۡأَحۡقَافِ﴾ [الأحقاف: 21]، والأحقاف في اليمن، يقال: إنه هاجر إلى مكة بعد هلاك قومه،
فهو إما دفن في مكانه الذي عاش فيه في الأحقاف، أو أنه دفن في مُهاجره، وهو مكة
المشرفة، أما أنه ذهب إلى الشام فهذا من أعظم الكذب.
ربما يكون اسم رجل
غيره اسمه هود، وظنوا أنه النبي، وكثيرًا ما تتشابه الأسماء فيذهبون إلى الاسم
الفاضل. فهو إما أن يكون مات في بلده، وإما أن يكون مات في مهاجره. ولأنَّ هودًا
عليه السلام ما ذهب إلى الشام ولا له علاقة بالشام، علاقته ما بين اليمن ومكة.
قوله: «وكذلك مشهد
خارج الباب الغربي من دمشق يقال له: قبر أويس...» أويس القرني هذا من
العبَّاد الصالحين، ومن أهل اليمن، وقد أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه
سيقدم إلى المدينة، وأوصى من أدركه أن يطلب منه أن يستغفر له، فذهب عمر إلى وفد
المدينة وسأل عنه حتى عثر عليه، وطلب منه أن يستغفر له، كما أوصى النبي صلى الله
عليه وسلم، وذهب إلى العراق ومات فيها، قيل: إنه قُتل في حرب صفين بين أهل الشام
وأهل العراق مع علي رضي الله عنه، وقيل: إنه مات بدون قتل.
الحاصل: أنه مات بالعراق.
هذا الذي ثبت، وما ثبت ولا رُوي أنه ذهب إلى الشام، إنما هذا من باب الكذب، أو
يكون اسمًا لرجـل اسمه أويس فظنوا أنه القرني.
هذا من ناحية التحقيق والتاريخ، لكن من ناحية الشرع، حتى لو كان أويس رحمه الله ذهب إلى الشام ودُفن فيها، لم يجز أن يُتَّخَذَ قبرُه مشهدًا،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد