يُستغاث به ويُتقرب
إليه وينذر له، لكن هذا من باب التحقيق التاريخي، أن أويسًا وهودًا وأبيّ بن كعب
لم يذهبوا إلى هذه الأماكن، إنما هذا من باب الكذب.
قوله: «ومن ذلك قبر
يقال له: قبر أم سلمة...» وكذلك يوجد قبر في الشام يقولون: إنه قبر أم المؤمنين
أم سلمة رضي الله عنها، وهذا وهم؛ لأن أم سلمة رضي الله عنها ماتت بالمدينة ودفنت
بها، وما كانت تسافر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ماتت في المدينة، هذا
هو الثابت المتفق عليه عند أهل العلم، ولا ذكر أحد أنها ذهبت إلى الشام، قد يقال:
إن أم سلمة غير زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فكنية أم سلمة تُطلق على نساء
كثيرات، قيل: إنَّ زوج يزيد ابن معاوية اسمها أم سلمة، وقيل غير ذلك.
فالحاصل: أن أم سلمة أم
المؤمنين ما ذهبت إلى الشام، هذا من باب التحقيق التاريخي، وحتى لو ثبت أنها ذهبت
إلى الشام وماتت ودفنت بها، فلا يجوز أن يتخذ قبرها وثنًا يُعبد من دون الله،
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا
يُعْبَدُ» ([1])، «لاَ
تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا» ([2]). هذا قبر الرسول
صلى الله عليه وسلم فكيف بقبر غيره؟
أم سلمة هذه من فضليات الصحابيات، ومن المحدّثات عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولها فضائل، هذه ذهبت إلى الشام، لكنها غير أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك أم سلمة ثالثة، وهي زوج يزيد بن معاوية، وهذه
([1])أخرجه: مالك رقم (85).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد