وقد يحكى من الحكايات التي فيها تأثيرٌ، مثل أنَّ
رجـلاً دعا عندها فاستجيب له، أو نذر لـها إن قضى الله حاجته فقُضيت حاجته، ونحو
ذلك.
وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام، فإنّ القوم كانوا
أحيانًا يُـخاطبون من الأوثان، وربما تقضى حوائجهم إذا قصدوها، وكذلك يجري لأهل
الأبداد من أهل الهند وغيرهم.
وربّما قيست على ما شرع الله تعظيمه مـن بيته المحجوج،
والحجر الأسود الذي شرع الله استلامه وتقبيله، كأنه يمينه، والمساجد التي هي
بيوته. وإنما عبـدت الشمس والقمر بالمقاييس. وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في أهل
الأرض.
****
ذكرنا أنَّ أهل هذه
الخرافات ليس لهم دليل صحيح، وإنما كلُّ ما عندهم هو مجرّد شبهات يبنون عليها، إما
أن تكون أحاديث مكذوبة ينشرونها، وينسبونها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، من أجل
أن يُضلّوا الناس بها أو يتأكّلوا بها، وإما أن تكون حكايات سمعوها، كأن يقال: إن
القبر الفلاني ينفع أو يضر، وأنَّ فلانًا قد جاءه فدعاه واستغاث به، فأُعطي حاجته،
أو يقولون: إنه رؤي في المنام أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم وقف في هذا المكان،
أو أنَّ الصحابي الفلاني أو الرجل الصالح رئي في هذا المكان، ونحو ذلك من الأوهام
التي يبنون عليها أفعالهم، فيحيكون حولها دعايات كلّها مبنية على ضلالات
وافتراءات، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.
أي: أنَّ الأصنام إنما عبدت بهذه الحكايات وهذه الخرافات، أنها تنفع وتضر، وأنه فيها بركة، وأنها، وأنها...
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد