×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

فعُبدت من دون الله، وهي أصنام يراها الناس من حجارة منحوتة، أو بناء كانوا يبنونه بأيديهم ثم يعبدونه، قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ ٩٥ وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ [الصافات: 95- 96]، فهم ينحتونها ثم يعبدونها، وكيف تعبده وأنت الذي صنعته؟ وأنت الذي كوّنته؟

ثم ذكر الشيخ لإجابتهم أسبابًا:

أحدها: مخاطبة الشياطين لهم من الأصنام، فإنَّ القوم أحيانًا كانوا يخاطَبون من الأوثان. قد يحدث أنَّ الذين يأتون للقبور أو للأصنام يسمعون أصواتًا، ويقولون: هذا صوت الولي أو صوت الميت، وفي الحقيقة إنما هو صوت الشيطان ينبعث من حولها، فالشيطان يتكلم بلسان الميت، أو يظهر بصورته فيخاطبهم، فيقولون: هذا هو الميت، دَعَوْناه فاستجاب لنا، وإنما هو الشيطان في الحقيقة ليرغبهم في الشرك.

قوله: «وربّما تقضى حوائجهم إذا قصدوهـا» أي: قد يحصل أنه إذا طلب منهم حاجة تُقضى له بواسطة الشيطان، وهذا كما يبيّنه الشيخ أنَّ حصول الحاجة لا يدلّ على صحة العمل.

الثاني: أنَّ الحاجة قـد تحصل بقضاء وقدر، لا بسبب الدعاء والاستغاثة بالميت، وإنما الله قدّر له هذا الشيء أوّلاً.

والثالث: أنَّ الله قد يعطيه هذا الشيء فتنة له واستدراجًا له.

والرابع: أنه قد يستجاب له بسبب حاجته وضرورته، والله سبحانه يستجيب للمشركين إذا دعوه في لجة البحر، قال تعالى:


الشرح