أول ما يقدمون من سفر، ولا يترددون عليه بعد ذلك،
وهذا كله امتثال لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا».
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«وَلاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا» يعني: لا تُخلوها من
الصلاة ومن ذكر الله، لئلاّ تكون كالقبور، فدلّ هذا على أن الميت المقبور انقطع
عمله، فهو لا يستطيع أن يصلي ولا أن يدعو ولا أن يذكر الله، وإنما ينتظر الجزاء من
الله سبحانه وتعالى على أعماله التي أسبقها في الدنيا من خير أو شر.
فالميِّتُ في قبره لا يستطيع العمل، وإذا كان لا يستطيعُ العمل فكيف نتعلّق به، ونرجـو منه قضاء الحوائج، كما يفعله أهل الجهل أو أهل الضلال! وهذا فيه دليل على أنه ينبغي للمسلمين أن يعمروا بيوتهم بذكر الله سبحانه، بتلاوة القرآن، «فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» ([1]) كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وفيه حثٌّ على إحياء صلاة الليل والتهجد في البيوت، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَل الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ المَكْتُوبَةَ» ([2]) وهذا على عكس غالب بيوت المسلمين اليوم مع الأسف، فإنك لا تسمع فيها إلاّ السهر الذي لا فائدة فيه، والضحك واللعب، وأشد من ذلك أن تكون مملوءة بآلات اللهو، وبالفضائيات وبالإنترنت وبالصور الخليعة، إلى غير ذلك، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله، ثم علَّق رحمه الله على إسناد هذا الحديث فقال:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد