ولا حاجة لمجيئه إلى
قبره صلى الله عليه وسلم لأجل هذه الغاية، هذا إذا كان قصد المتردد الصلاة والسلام
عليـه، أما الذي يتردد على القبر لـدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الاستغاثة
به، فهذا شرك أكبر، والتردد على القبر وسيلة إليه.
وقد بيّن الحسين بن علي رضي الله عنه أنَّ قصد قبر الرسول صلى الله عليه وسلم للدعاء عنده أو للصلاة والسلام عليه، أنه اتخاذ له عيدًا، يعني: مكانًا يُعتاد ويُتردد عليه، وهذا مـن الغلّو في حقه صلى الله عليه وسلم. فالغلّو في حقه لا يجوز في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بعد موتـه، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([1]) ولما قالوا له: أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا، قال صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلاَ يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» ([2])، ولما قال أبو بكر: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق قال: «إِنَّهُ لاَ يُسْتَغَاثُ بِى، وَإِنَّما يُسْتَغَاثُ بِالله عز وجل » ([3]). هذا في حياته، والأمر نفسه يقال بعد موته، فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن التردد على قبره، وقال: «لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا» ([4]) أي: لا تعتادوا وتكرروا الجلوس والوقوف عنده لأجل الصلاة والسلام عليَّ،
([1])أخرجه: البخاري رقم (3445).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد