×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

ثم إنَّ أفضل التابعين من أهل بيته علي بن الحسين رضي الله عنه نهى ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم؛ واستدل بالحديث وهو راوي الحديث الذي سمعه عن أبيه الحسين عن جده علي، وأعلم بمعناه من غيره، فبين أنَّ قصد قبره للدعاء ونحوه اتخاذٌ له عيدًا.

****

 

فحصل المقصود، فلا تنقطع الصلة بين المسلمين وبين نبيهم - والحمد لله - فإن الله وكَّل ملائكة يبلّغون النبي ما يصدر من أمته من الصلاة والسلام عليه، وهذا مما يؤكد على المسلم أن الإكثار من الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم في أي مكان من الأرض، ولا ينبغي له أن يغفل عن ذلك بحجَّة أنه بعيد عن القبر، أو غائب عنه، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.

فالرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته يبقى علينا اتباعه وطاعته، يبقى علينا كذلك محبته صلى الله عليه وسلم أشد مما نحب أنفسنا ووالدينا وأولادنا والناس أجمعين، وكذلك يبقى علينا نصرته صلى الله عليه وسلم والدفاع عن سنته، والدفاع عنه صلى الله عليه وسلم ممن ذمّه أو افترى عليه، وردّ الأحاديث المكذوبة عليه صلى الله عليه وسلم، كل هذا باقٍ بعد موته، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به حيًّا وميتًا واجب على كل مسلم، ولأنَّ الصلاة والسلام عليه صلة بيننا وبينه عليه الصلاة والسلام، فلا ينبغي أن نتركها، وهي من حقه علينا.

علي بن الحسين أفضل التابعين عليه السلام ورحمه نهى هذا الرجل الذي يعتاد المجيء إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ويتردد، وشبهته في ذلك أنه يريد الصلاة والسلام عليه، فبيّن له علي بن الحسين، وبلّغه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا، بأنه يصلي ويسلم عليه في أي مكان كان،


الشرح