وفي ((مسند ابن أبي شيبة)) عن أبي هريرة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ، وَمَنْ صَلَّى
عَلَيَّ نَائِيًا بُلِّغْته» ([1]) رواه
الدارقطني بمعناه. وفي النسائي وغيره عنه صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله
وَكَّلَ بِقَبْرِي مَلاَئِكَةً يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلاَمَ» ([2]).
****
قال تعالى: ﴿صَلُّواْ عَلَيۡهِ
وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56] ولا بدَّ هنا من التنبيه على ما ورد في
فضل الصلاة والسلام عليه ليلة الجمعة ويوم الجمعة، مع أنّ الصلاة على الرسول صلى
الله عليه وسلم مشروعة بصفة دائمة، ولكنها تتأكد في أوقات، وقد تجب في بعض
الأحيان، فهي تجب عند ذكره صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث: «رَغْمِ أَنْفِ
مَنْ ذُكِرْت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ» ([3]) فتجب الصلاة عليه
عند ذكره صلى الله عليه وسلم، وكما تجب الصلاة عليه عنـد جمهور العلماء في التشهد
الأخـير من الصلاة، فهي ركن من أركان الصلاة، خصوصًا عند الحنابلة، وكذلك تُستحب
الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام في أوقات معينة: فتستحب في يوم الجمعة وليلة
الجمعة، لما لهذا اليوم وهذه الليلة من الفضل العظيم، وتستحب أيضًا في بداية
الدعاء، وفي ختامه، فمن آداب الدعاء وأسباب قبوله أن تصلّي وتسلّم على الرسول صلى
الله عليه وسلم عند الشروع فيه، وعند الانتهاء منه.
هذا يؤكد ما جاء في الأحاديث السابقة، أنه لا مزية للسلام علىه عند قبره؛ لأن من سلّم عليه غائبًا عن قبره بُلّغ إياه،
([1])أخرجه: العقيلي في الضعفاء رقم (1696).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد