فهذا ونحوه مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله،
ويأمر به أمته عند قبور المسلمين عقب الدفن، وعند زيارتهم، والمرور بهم، إنما هو
تحية للميت كما يُحيَّى الحي، ودعاء له، كما يُدعى له إذا صُلِّيَ عليه قبل الدفن
أو بعده.
وفي ضمن الدُّعاء للميِّت دعاء الحيِّ لنفسه ولسائر المسلمين.
****
إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([1])، أما تلقين المدفون
في القبر، فهذا كما ذكر الشيخ، ورد فيه حديث لكنه لم يثبت لضعف إسناده، ولكن عمل
به بعض العلماء بناء على أنه من أمور الترغيب، والدعاء للأموات مشروع، فهذا الحديث
يقال: إنه يدخل في الأصل وهو الدعاء للميت، ولذلك عمل به من عمل من أهل الشام لأنه
من روايتهم، ولكن الصواب أنَّ حديث التلقين لا يُعمل به؛ لأنه لم يثبت، ولا شك
أنَّ تلقين الميت وهو في قبره حُكم شرعي، والـحُكم لا يُؤسس على حديث لم يثبت،
فالصحيح أنه لا يُلقّن بعد الدفن.
أي: هذا الـذي مرَّ من الأحـاديث من حق المسلم في حياته وبعد موته، فحقه بعد موته يكون بالزيارة لقبره والسلام عليه والدعاء له، وكذلك الوقوف على قبره بعد الدفن مباشرة، والاستغفار له، وسؤال الله التثبيت له، وهذا يدل عليه قوله تعالى في المنافقين: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدٗا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ﴾ [التوبة: 84]،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3116)، وأحمد رقم (22127)، والحاكم رقم (1299)، والطبراني في الكبير رقم (221).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد