كما أنَّ الصـلاة على الجنـازة فيهـا الدعاء للمصلي
ولسائر المسلمين، وتخصيص الميت بالدعاء له، فهذا كله وما كان مثله من سنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السابقون الأولون هو المشروع للمسلمين في
ذلك.
وهو الذي كانوا يفعلونه عند قبر النبي صلى الله عليه
وسلم وغيره.
****
فدلّ على أنَّ المسلم يُقام على قبره ويدعى له
بعد الدفن، كما في هذا الحديث الذي مرّ، ويستغفر له ويُسأل له التثبيت، فهذا من حق
المسلم على المسلم.
وقوله: «إنما هو
تحية للميت كما يُحيَّى الحي، ودعاء له كما يُدعى له إذا صُلِّىَ عليه قبل الدفن
أو بعده».
زيارة القبور تشتمل
على أمرين:
الأمر الأول: التحية والسلام
على الأموات، كما يُسلّم على الأحياء.
والأمر الثاني: أنه يُدعى للميت
بالمغفرة والرحمة، فيستفيد من دعاء الحي له.
وقوله: «وفي ضمن
الـدعـاء للميت دعـاء الحي لنفسه ولسائر المسلمين» أي: يدعو للميت ولنفسه
وللمسلمين فيقول: «يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين».
الصلاة على الجنازة فيها نفع للحي ونفع للميت، نفع للحي بالأجر وامتثال السُّنة، ونفع للميت بالدعاء له لأنه قد انقطع عمله، وهو بحاجة إلى دعوة إخوانه المسلمين الأحياء.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد