×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

فهذه المساجد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين والملوك وغيرهم يتعيّن إزالتها بهدم أو بغيره، هذا مما لا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين.

**** 

نقول: هذا من كلام أم عطية رضي الله عنها، وليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقال عنه كما قيل من فعل عائشة رضي الله عنها، إنه اجتهاد منها، ولا اجتهـاد في مقابلة النص، فيبقى قولها: «نُهِينَا» دالًّا على منع زيارة النساء للقبور دون معارض.

قوله: «وفي الباب أحاديث...» يعني في النهي عن اتخاذ القبور مساجد أحاديث كثيرة لم يستوف ذكرها.

وجوب هدم المساجد المبنية على القبور:

بناء على ما تقدم من ذكر الأحاديث الصحيحة في تحريم البناء على القبور، ووجوب اللعنة على من فعله، فإنه يجب على ولاة المسلمين هدم البناء الذي على القبور، والمبادرة إلى ذلك، تنفيذًا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن النهي عن ذلك والتغليظ فيه يقتضي إزالة هذا المنكر بأسرع وقت، وهذا إنما يكون من وُلاة الأمور، الذين يملكون القيام بهدمها، والواجب أولاً على علماء المسلمين أن يبيِّنوا لولاة أمورهم هذا الأمر، وأن يفتوهم بهدمها، كما أنَّ الواجب على ولاة الأمور أن ينفذوا ذلك، وأن يريحوا المسلمين من هذه الفتنة، فيهدموا المباني التي على القبور، ويمنعوا من البناء عليها مستقبلاً، حماية للتوحيد، وصيانة لقبور المسلمين من إقامة هذا المنكر عليها، فهذا واجب الجميع.


الشرح