وقد
روى أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الأَْرْضُ كُلُّهَا
مَسْجِدٌ إِلاَّ الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ» ([1]) رواه
أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والبزار وغيرهم بأسانيد جيدة، ومن تكلم فيه فما
استوفى طُرقه.
****
لأن الصحابة لا يفعلون ذلك، ولكن المراد من يأتي
بعدهم، فحمى الله قبر رسوله من هذا الفعل بدفنه في بيته، ولا يزال محفوظًا من ذلك
- ولله الحمد والمنة - بإحاطته بجدران الحجرة، وبما حوله من الحراسة المستمرة.
ومما يؤكد أنَّ المكان الذي يُصلى فيه يكون مسجدًا، سواء قصد ذلك أو لم يقصده، لقوله صلى الله عليه وسلم: «الأَْرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلاَّ الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ» يدل على أنَّ كل الأرض صالحة للصلاة فيها، وهذا من تيسير الله تعالى على هذه الأمة؛ لأن الأمم السابقة لا تصح صلاتها إلاّ في كنائسها، فهذه الأمة وسَّع الله عليها، ويسّر لها، وجعل الأرض كلها صالحة للصلاة فيها إلاّ المقبرة؛ لأن الصلاة عندها وسيلة من وسائل الشرك، والشيخ رحمه الله يرد على من تكلم في سند هذا الحديث بأنه لم يستوفِ طرقه التي يحصل بمجموعها قوة سنده.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (492)، والترمذي رقم (317)، وأحمد رقم (11788).
الصفحة 3 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد