وقد نبّه صلى الله عليه وسلم على العلة بقوله:
«اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([1])،
وبقوله: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ،
فَلاَ تَتَّخِذُوهَا مَسَاجِدَ» ([2]).
****
وقبر الرجل الصالح،
وسائر القبور، لا تنبش، ويظهر صديدها على الأرض، والقبور في بطن الأرض، فمن أين
تأتي النجاسة إلى ظاهر الأرض وهم في بطنها؟! هذا من ناحية.
الناحية الثانية: أنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم أخبر أنَّ أجسام الأنبياء لا تأكلها الأرض، وأنها تبقى على ما هي
عليه، فليست العلة في النهي عن ذلك هو خشية النجاسة.
فتبين أنَّ العلة هي
خشية الوثنية؛ لأنه إذا حصل الغلّو في القبر تحوّل إلى وثن يُعبد، ولهذا قال الشيخ
محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب ((التوحيد»: باب الغلّو في قبور الصالحين
يصيّرها أوثانًا تعبد من دون الله.
وبقوله: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، فَلاَ تَتَّخِذُوهَا مَسَاجِدَ» النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذنا القبور مساجد منعًا للتشبه بمن كان قبلنا، حيث قال: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ» فهذا نهيٌ عن التشبُّه بهم، فسبب المنع هو خشية النجاسة.
([1])أخرجه: مالك رقم (85).
الصفحة 3 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد