لَلاَحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ
الْعَافِيَةَ» ([1]) هذا سلام على
الموتى ودعاء لهم عملاً بالسنة، أو دعا لنفسه ولم يعلم أنه عند قبر، فهذا لم يقصد
الدعاء عند القبر.
النوع الثاني: أن يقصد الدعاء عند
القبر، وهو يظن أنَّ الدعاء عند القبور أقرب إلى الإجابة، فإنَّ هذا منهي عنه، ولا
يجوز؛ لأنه وسيلة إلى الشرك.
قوله: «والفرق بين
البابين ظاهر، فإن الرجل لو كان يدعو الله واجتاز في ممره بصنم...» يعني: لو
مرّ رجل عند صنم أو كنيسة وهو يدعو الله، وما درى عن هذا الصنم، ولا درى عن هذه
الكنيسة، ولم يقصدها، فهذا ليس عليه شيء، خلاف ما لو قصدها ودعا عندها، فهذا هو
الممنوع.
والكنيسة: هي معبد النصارى
ويجوز للإنسان أن يدخلها من أجل أن يرى ما فيها، فينكر ذلك، ولا بأس إذا ألجأته
الحاجة أن يبيت بها ليستدفئ فيها، فإذا قُدِّر أن يدخلها، وكان له عادة أن يصلي
بالليل ويدعو، فله أن يصلي ويدعو على عادته، لا على أنه يقصد الكنيسة، إن كان
المكان طاهرًا، وليس هناك صور أمامه.
قوله: «بل لو قصد بيتًا أو حانوتًا...» يعني: لو قصد الدعاء عند عامود، أو حانوت - يعني: مكان للبيع والشراء - ظنًّا منه أنَّ له فضيلة على غيره، فهذا منهي عنه، أما لو مرّ بها وهو يدعو الله دون أن يقصد، فإنَّ هذا لا محذور فيه؛ لأنه لم يقصده.
([1])أخرجه: مسلم رقم (975).
الصفحة 15 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد