منع النبي صلى الله
عليه وسلم ذلك لتسلم للأمة عقيدتها، فهذا أمر لا ينبغي التساهل به، ولا يقال عن
الذي يحارب هذه الشركيات أنه متشدد وأنه متطرف، وأنه لا يُحب الصالحين، ولا يحب
النبي عليه الصلاة والسلام، بل - والله - إن الذي يُحب النبي صلى الله عليه وسلم
ويحب الصالحين هو الذي يقتدي بهم، ويسير على منهجهم، ولا يغلو فيهم.
قوله: «وإن لم يقصد
المصلِّي بركة البقعة...» أي: وإن كان المصلي لما نُهي عن الصلاة عند القبور وإن
كان لا يخطر بباله التّعلق بالقبر؛ لأن هذا وسيلة إلى الشرك في المستقبل؛ فلأجل
ذلك جاء المنع.
قوله: «كما نُهى عن
الصلاة وقت طلوع الشمس...» لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في أوقات
ثلاثة: «حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ
يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ
الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ» ([1]) لأنَّ المشركين
كانوا يعبدون الشمس في هذه الأوقات، لكن لما كان هذا الأمر إذا حصل من المسلم فيه
الوقوع بالمشابهة، ومن ثم الوقوع في الشرك نُهي المسلم عن الصلاة في هذه الأوقات،
فإنه إذا تشبه بهم بالصورة وفي الوقت، فإنه حرّي به وبمن يأتي بعده أن يسلك مسلك
عَبَدَةِ الشمس.
قوله: «فنُهي المسلم عن الصلاة حينئذ...» المقصود: أنَّ المسلم وإن لم يقصد بالصلاة عند القبور التقرب إليها، فإنه يُنهى عن ذلك،
([1])أخرجه: مسلم رقم (831).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد