والجواب عنها من وجهين: مجمل ومفصل:
أما المجمل: فالنقض، فإنَّ اليهود والنصارى عنـدهم من
الحكايـات والقياسات من هذا النمط كثير، بل المشركون الذين بُعث إليهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم كانوا يدْعون عند أوثانهم فيُستجاب لهم أحيانًا، كما قد
يُستجاب لهؤلاء أحيانًا.
وفي وقتنا هذا عند النصارى من هذا طائفة، فإن كان هذا
وحده دليلاً على أنَّ الله يرضى ذلك ويحبه فليطَّرد الدليل.
وذلك كفر متناقض.
ثم إنك تجد كثيرًا من هؤلاء الذين يستغيثون عند قبر أو
غيره، كل منهم قد اتخذ وثنًا وأحسن الظن به وأساء الظنّ بآخر.
وكل منهم يزعم أن وثنه يستجاب عنده، ولا يستجاب عند
غيره.
فمن المحال إصابتهم جميعًا.
وموافقة بعضهم دون بعض تَحَكُّم، وترجيح بلا مرجّح.
والتدَيُّن بدينهم جميعًا جمْع بين الأضداد، فإنَّ
أكثر هؤلاء إنما يكون تأثرهم بما يزعمون بقدر إقبالهم على وثنهم، وانصرافهم عن
غيره.
وموافقتهم جميعًا فيما يثبتونه دون ما ينفونه بضعف التأثير
على زعمهم، فإنَّ الواحد إذا أحسن الظنّ بالإجابة عند هذا وهذا لم يكن تأثُّره مثل
تأثر من حسن الظنّ بواحد دون آخر، وهذه كلها من خصائص الأوثان.
ثم قد استجيب لبلعم بن باعوراء في قوم موسى المؤمنين،
وسلبه الله الإيمان.
****
الصفحة 1 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد