والمشركون قد يستسقون فيُسقون، ويستنصرون فيُنصرون.
****
قوله: «والجواب عنها
من وجهين...» يعني: الجواب عن هذه الشبه الباطلة التي ذكرها الشيخ عنهم من
وجهين:
الأول: مجمل
وهو نقض هذه الدعوى وإبطالها من أصلها، فإنها طريقة الضالين الذين ليس عندهم دليل
يعتمدون عليه في عباداتهم، وإنما هي حكايات وقياسات لا يُعتمد عليها، مثل ما عند
المشركين الذين في عهد الرسول كان يستجاب لهم عند أوثانهم.
«وفي وقتنا هذا عند
النصارى من هذا طائفة...» يعني: يكفينا لرد هذه الأباطيل ما عليه النصارى
اليوم في عباداتهم، ونحن منهيُّون عن التشبه بهم، فقد أغنانا الله سبحانه وتعالى
بما أنزل من الشرع المطهر على نبينا المرسل، والنصارى لا يزالون إلى الآن على ما
هم عليه، فإذا سمعت كلامهم في وسائل الإعلام عرفت أنهم ليسوا على شيء، وإنما
يرددون شبهات ومقالات قالها من قبلهم من ضُلاّلهم، ليس عليها دليل منزل من عند
الله.
قوله: «ثم إنك تجد كثيرًا
من هؤلاء الذين يستغيثون...» يعني: مما يدلك على بطلان ما هم عليه: اختلافهم، فلو
كانوا على حق لاجتمعوا، واختلافهم هو أن كل واحد منهم يتخذ ويعبد ما يستحسنه عقله،
فهم مختلفون في عباداتهم وفي معبوداتهم، لا يوافق بعضهم بعضًا، مما يدل على أنهم
إنما يتبعون أهواءهم، والأهواء متفرقة ومختلفة.
«فكل منهم يزعم أنَّ وثنه يُستجاب عنده...» يعني: مع اختلافهم فهم متضاربون أيضًا في أقوالهم، فكل منهم يصوِّب رأيه ويخطِّئ الآخر،
الصفحة 2 / 407
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد